البقاء للأقوى

بقيت متأملا لسنوات مضت لأوضاعنا الاقتصادية والمادية وكيف تحولت من سيئ إلى أسوء ولتقلبات الدهر كيف غيرتنا وغيرت أحوالنا وهدمت طموحاتنا ومستقبل بعضنا فمنا من كان لديه تجارة بسيطة أو مكتب بسيط إلا إنها زالت وأنتهت مع هذه الظروف الصعبة وقالوا عليه فلًس وهناك شركات انتهت وطموحات تبخرت ومتعلمون وخريجون أصحاب شهائد أحوالهم في الحضيض وطموحاتهم في الأحلام كم سهروا وناضلوا واجتهدوا كي يصلون إلى هذا المستوى (( شهادة بكالوريوس، دبلوم عالي وغيرة ...)) وفي الأخير مقرهم مع أبائهم وأجدادهم في الحراج يبحثون عن أدنى عمل لستر أحوالهم وسد رمقهم ورمق أطفالهم وحفظ أسرهم من الضياع في ظل هذه الأوضاع التي أبكت كم من سيد قوم وخضبت كم لحية شيخ وأجبرت كم من عفيف إما أن يتكفف الناس أو يغرق في بحر الديون وفي هذه الحالة إذا سقط في حبال المغضوب عليهم باع الدار والفرش وأستعد لحياة الرحًل وتحمل المكارة هو وأم العيال وفي مجتمعات لا ترحم وبلا ضمير حي هذا يعترضك وهذا يؤذيك وهذا يتجرأ على عرضك وهذا يستغل ضعفك ويا فصيح كم تصيح بطون جائعة وأجساد هزيلة لا تقوى على فعل شيء من ينقذنا من يرق لأحوالنا من ومن ومن ؟؟؟ لا حياة لمن تنادي وما بقى إلا الأقوى ولما أقول الأقوى لم اقصد مفتولي العضلات أو قوي البنية أو ضخم الجسم ولكن اقصد ظهر مسنود ومال وفير هو الذي ظل على مكانة ولكنه لم يدوم طويلا فالبقاء للأقوى دائما والقوي هو الله وحده وهو الدائم والشاهد على أفعالنا وحدة مهما تقهقر القوي من بني الإنسان أو زمجر وتبختر أو أسس تجارة أو بنا عمارة وتسيطر وأكل حق الضعيف واليتيم وبسط على ارض احدهم مهما تربع على الكرسي وحوله من الجند عسكر وأمره نافذ ولا يتأخر إلا انه هالك في أجله ولا يتأخر .